امزحي / بقلم الشاعر السيد حسن عبد ربه
إِمْزَحَى
*****
إِمْزَحِى مَعِى..
إِمْسَحَّى جَرْحَى
يَتْمَى الْحُزْنُ جَانِبًاً
حبيبتي...
تَهَاوَتْ أَتْبَاعُ الْفَارِسِ
وَمَاتَ التَّارِيخُ بِغَزَوَاتَى
وَشَهَوَاتَى مَخَالِبِ
تَنْزَعُ فَتِيلُ الْحِرْمَانِ
حَتَّى عَيْنَاكِ شَابٌّ طِفْلَهَا
وَأَنُطْفِئُ بَرِيقَهَا
إِمْزَحِى مَعِى..
كَفَكْفَى دَمْعَكَ
وَأُكْفَنَ التَّرْحَالَ
أَرْقَدَى
أَرْقَصَى
خَبُلَى
وَعَلَى وَهَجِ صَدْرَى
عُودِى وَأَسْتَرْخِى
إِمْسِحَى الْغُبَارِ
عَنْ وَجْهِهِ الْقَمَرُ
كَالْأَمْطَارِ
أَغْسَلَى ضِيَاءَ
أَرْوَاحُنَا
وَتَنَاسَى طَعَنَاتُ الزَّمَنِ
كَابَرَى
إِنْزَعَى الْحَيَاةِ مِنْ الْحَيَاةِ
أَيَقْظَى الْأَيَّامَ
لَقَدْ كَرِهَتِ الْفِرَاقَ
إِفْعَلَى شَئْ
قَبْلَ سُدُولِ السِّتَارِ
حبيبتي...
إِجِلْسِى بِجَانِبِى أَتَدَفَأَ
مِنْ زَمْهَرِيرِ الْعَنَاءِ
كُونِى حَوّاءُ
أُطْرَدَ مِنَ الْجَنَّةِ
بِالْبَقَاءِ سَوِيًّاً
خَافَى مَنْ لَا شَيْءَ
إِحْتَمَى بَيْنَ ذِرَاعَىْ
فَأَنَا أَعْشَقُ الْإِنْصِهَارَ
أَطْلَقَى صِرَاحُ الْوُعُودِ
مِنْ عَيْنَيْكِ
وَأَحْضِنِينِى كَطَائِرِ
بَيْنَ يَدَيْكَ
وَأَذْكِرِينِى فِي الْخَيَالِ
حبيبتى...
أَحْتَاجُكِ مُحْبِرَتَى
وَيُرَاعَى أَضْئَ بِهِمْ
عَتَمَةُ الصَّفَحَاتِ
أَحْتَاجُكِ مُلْهَمْتَى
إِنْ طَغَىٰ جَيْشُ السِّكَّاتِ
إِمْزَحِى مَعِى...
وَبَدلى الْمَقَالِ
وَأَهْمِسِي لِى بِأَنَّهَا
لَيْسَتْ اللَّيْلَةَ الْأَخِيرَةَ
وَمِنْ دُرُوبِ الْآمَالِ
تَرَحَلِينَ
اسْجُدِى مَعِى لِلَّهِ
وَأَبْتَهْلِى بِالدُّعَاءِ
أَنْ لَا تَغْرِبِينَ
لَاتِّكَسِرِينَ سَيَفِى
سَأَلْقَى حَتْفَى
وَتَنْحَلِنِى السِّنِينَ
إِجْعَلَى مِنْ حُبْنَا
أَلْفِ لِسَانٍ
يَنْطِقُونَ بِأَلْفٍ لَا
لَا..لَنْ أَكُونَ لِغيركَ
لَا..لَنْ تَكْتَحِلَ عُيُونَى لِغَيْرِكَ
لَا..لَنْ أَسِيرَ إِلَّا بِجِوَارِك
لَا..لَنْ ارْتَضَى الْحَيَاةَ إِلَّا بِكَ
لَا وَأَلْفٍ لَا
لا تتركينى لعبة
السنين
وَفَى ذَلِكَ لَاتَمَزِّحِينَ.
السَّيِّدُ حَسَنٍ عبدربه...
مِصْرُ...
تعليقات
إرسال تعليق