لمياء مصطفى
الأصابع الخمسة
كنتُ مُمسكةً بك َ
اليوم حررتُ أصابعي الخمسةَ منك
كلتا يداي فارغتين و ضعيفتين.
كجناحي طائر تعلم لتوه الطيران، وللمرة الأولى
أفرد جناحيه الصغيرتين ليطير في سماءه
تلك السماء الزرقاء، التي تشبه لون قلبي.
خالية اليدين
حرة
وحيدة
عدتُ كما أنا، أنا وأصابعي الخمسة.
أَعدُ بها أخطائي معك
أعد بها الساعات التي قضيناها معاً، الأيام التي ألتقينا فيها بعد غابرٍ من الزمن.
وبقدر عددها عشرات المرات رجوتك أن تُلقي بالاً
أن لا تسكب برودة الحياة على روحي.
عبثاً حاولت وعبثاً أضمرتُ لك النار بجسدي.
لك وحدك حاولتُ كثيراً
وفي كل المراتِ: فشلت !
سأضعُ يداي في جيبي وسأمضي .
وعندما ألتقيك صُدفةً
سأضغطُ على كل أصبع من الأصابع الخمسة قبل أن أمدْ يدي لأُصافحك.
أعبر ُممرات الحياة وقبل أن أدير رأسي
لأُلقي نظرةً عبثية عليك.
وقبل أن أُغير رأي في اللحظة الأخيرة وأُصغي إلى صوت قلبي
يصرخُ المنطق أن أدير بوصلتي إلى الغرب
الطريق المعاكس لطريقك
لتحدث الحياة بيننا برزخ
لا نلتقي
أمضي إلى غربي فأنا منذ سابق عهدي أحب الغروب
والجهة الغربية من كل شي، حتى البلاد.
هناك فقط
أفردُ جناحي
هناك فقط أسبحُ في فضاءات الحياة
دون توقف.
تعليقات
إرسال تعليق