م. غادة شمس

 أطالع قسوتك ككتاب مفتوح

 أوراقه الملونة بالظلم تبوح

كلماته مطمورة فى الحبر السرى

أقرأها بقلبي قبل عينيي

فتبحث أناملى عن بدايات الحروف

فتلمسها فى صمت قلبك

و خبث المنطق المفضوح

راودتنى نفسى بحديث معك كهذا 

لأسألك عن كل قسوة"لماذا؟"

فتعتصم بالصمت وأجيب عنك مجازا

فتقول نفسي "ربما كان  لهذا ؟؟؟"

لإنك فى كل مرة  لم تكن هنا أوهناك

 وعزمت عن نداء قلبى أن تصم أذناك

فاختبأت منه فى مغارات  الكهوف السرية 

فى صحراء التيه وعلى أطراف البرية

فاستبق قلبى ظلك إلى نهاية السراب 

فسأل الرمال والحجارة عن الأسباب

التى فجرت القسوة حتى لم يعد يجدى العتاب

فألهمنى الله الحقيقة وأرشدنى الجواب  

زرعتنى فى الواقع بشريحة ذكية 

ثم نفيتنى إلى سحابتك الافتراضية 

وأوهمتنى أننى السبب وكنت الضحية 

فأفقت حينها من كذبة يقينية

عن حياة كادت أن تسلبنى

الحرية 

وصرخت نفسي ترجع صدى صوتك 

فعلمت بمرضى بك فالآن استشفى دونك 

وعدت هنا لأكتب سيرة إبداعك 

لا أدرى أستعجبك أم تثير أوجاعك

فلعلها تهديك و تنير قبور ظلامك

 فتنيب بعدها وتتوب توبة نقية 

وتقلع عن القتل الذكى والقسوة الخفية


  بقلم: م.غادة شمس

          (القتل الذكى)


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

المعاير الاخلاقية في انشاء محتوى الوسائط الرقمية

الاديب صالح شوقي