حلم / بقلم الشاعر حيدر شاكر الشمري

(حُلمْ) يَذهَبُ مَعَ أصدِقاءَهُ لِمَلعَبِ الُكرَة يُشاهِدَهمْ وَهمْ يَتَناقَلونَها بَينَهمْ وَيُداعِبونَ العُشبَ الأخضر بِأقدامِهم الغَضَة.. كانَ يَجِلسُ علىٰ كُرسِيه المُتَحرِك الَذي حُبسَ فِيه مُنذ ولادَتهِ.. منْ شُرفة بَيتِه رَجُلٌ كَبير كانَ يُراقِبُ المَشهَد كُلَ يَوم وحِينَما غادَروا اليَوم ظََلَ ينَظَرَ لساعَةِ الباحَة الكَبيرة كَأنَما يَنتَظرُ موعداً للقاءٍ غَرامي.. مَضتْ دَقائق رَنَ جَرسُ الَمنزل وَطرَقاتٌ عَلىٰ البابْ تَحَرَكَ منْ مَكانِهِ بِتَثاقل وَهَوَ يَدفَعُ دولابَ عَجلاتِ كُرسيهِ الُمتَحرك وفَتَحَ البابِ كانَ الطارِقَ منْ مكتب خَدمات تَوصيل الطَلَبات الألِكتروني سَلَمهُ كيساً كَبيراً وَضَعَهُ داخَل الدار وإنصرف.. بانت بَشائرِ السرور علىٰ مَحيا العَجوز وتَبَسمَ وَجَهَهُ ضاحِكاً.. حينَما عادَ الصِبيةٌ الىٰ مَلعبِهم كَعادتِهم تَفاجأ الجَميع بِمَقدِم العَجوز ومَعَهُ شابٌ يَحمِلُ كيساً كَبيراً.. ظَنَ الصِبيةَ أنَها وَجَباتُ طَعامٍ سَريعةَ ولكنَ العَجوز ومُرافقه تَوجَها نَحوَ مَكانِ جِلوسِ الفتىٰ المُقعَد وفَتَحَا الكيسَ نَظرَ الفتىٰ داخِلهُ ليجَد فيها ...